في زمن السرعة والإنتاجية، أصبحت الراحة تُرى أحيانًا كنوع من الكسل أو التراخي، وكأن الإنسان مطالب بأن يكون مشغولًا طوال الوقت ليُثبت قيمته. لكن الحقيقة أن الراحة ليست رفاهية، بل حاجة أساسية مثل الطعام والنوم.

الراحة الذهنية والجسدية تمنحنا فرصة لإعادة الشحن، لتصفية الذهن، ولمراجعة أنفسنا بصدق. عندما نأخذ وقتًا للتوقف، نستطيع رؤية الأمور بوضوح أكبر، واتخاذ قرارات أكثر وعيًا. فالعقل المتعب لا يُنتج، ولا يُبدع، بل يُعيد تكرار نفسه في دوامة الإرهاق.

وللأسف، يعيش كثير من الناس في حالة “الاحتراق الصامت”، يعملون بلا توقف، يتجاهلون إشارات التعب، ويُقنعون أنفسهم بأن الإنجاز لا يأتي إلا على حساب الراحة. هذا الاعتقاد ليس فقط مُضللًا، بل مؤذٍ للصحة النفسية والجسدية.

لا بأس أن تأخذ قسطًا من الراحة. لا بأس أن تقول “لا” لبعض الالتزامات. لا بأس أن تجلس بصمت دون هدف واضح، فقط لتتنفس. فهذا ليس ضعفًا، بل وعي بأن الذات تحتاج إلى لحظات من السكون حتى تستمر في العطاء.

الراحة ليست عائقًا للنجاح، بل هي الطريق إليه. وكل لحظة تهدأ فيها، تُمهّد بها لطاقة جديدة، وفكرة أصفى، وحياة أكثر اتزانًا.